الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

الظن والظانين


 الظن هو مخالف لليقين .. ولهذا نتأمل كلمة (الظن) وما المقصود بها وماذا تعني ..؟. 
 ومن خلال القرأن الكريم نبحث عن دور تلك الكلمة ونستكشف امرها.
 فالله يقول في الظن والظانون:
 (ومايتبع اكثرهم الا ظنا ان الظن لايغني من الحق شيئا) ..
 (وياايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم) .. (ان نظن الا ظنا ومانحن بمستيقنين).

  وحول ذلك يقول ايضا:
 (الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم) .. (قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله).

 التعليق على الموضوع (الظن) :
 فمن خلال الأيات القرآنية اعلاه نلاحظ ان الله كان له العديد من المواقف المتضاربة  من الظن والظانين .. ونستننج ذلك بالنقاط التالية:
 - الله يدعو الى تجنب الظن والابتعاد عنه.
 - الله يعتبر بعض الظن اثم.
 - الله لا يقبل الظن ولا يعترف به لكونه كما نعته بانه لايغني عن الحق شيئا ، اي انه لايخدم الحقيقة لكونه يفتقر الى الادلة والبراهين ، ولهذا لايتعامل معه ولايعتمده عند الحكم او اتخاذ القرار.
 - الله غير راضي عن الذين يتبعون الظن ويتوعد اولائك الظانون الذين تساورهم الشكوك حول حقيقة

   
 حول حقيقة مشروعه الديني الذي يدعو له من خلال وعبر رسله وكتبه .. فالله يهدد ويتوعد اولائك الذين يقولون: (ان مانظن الا ظنا ومانحن بمستيقنين) .. وكذلك اولائك الذين يظنون بالله ظن السوء وغيرهم من الذين يتبعون الظن.

 تلك النقاط تتمثل في الجانب السلبي للظن او الجانب الغير المرضي لله وعدم رضاه عن ذلك الفريق الذين يتبعونه.

 اما الجانب الايجابي للظن والظانون فيتمثل في الفريق الاخر الذين رضي عنهم الله لماظنوا به .. وحول ذلك نلاحظ مايلي:

 - الله راضي عن الذين يظنون انهم ملاقوه.
 - الله يقبل الظن من اولائك الظانون به خيرا.
 
  الخلاصة:
 كيف يرضى الله عن اولائك الذين يضنون بلقاؤه .. مع انهم غير متأكدين من حقيقة ذلك اللقاء المشكوك به .. وذلك على اعتبار ان الظن لايغني عن الحق شيئا .. فاما الايمان او عدم الايمان فلاخيار ثالث لهم ومابينهم الظن .. ؟.

 
 اذا فالله عرف الظن على انه : [لا يغني عن الحق شيئا] .. بل اعتبره اثم ونصح او امر بتجنبه وحذر ونهى من اتباعه.
 الا ان الله لم يمنع الظن عن اولائك الذين يظنون به خيرا ويظنون بلقائه.

 عجيب امر الله في ذلك.. !. 
 فكيف يميز بين اثنين ظانين .. فالاول يظن بلقاؤه والاخر يظن بذلك ولكن غير مستيقن .. فكلهما يتبعان الظن ويقفان على درجة واحدة ومتساوية لاعتبارهم لم يرتقوا الى مستوى الايمان لكونهم يظنان ظنا وليس بمستيقنان .. !؟.

 المتابع توانقر
twanqr@gmail.com 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق